للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن تيمية: (والله تعالى لم يذكر قط عن قوم إبراهيم أنهم أهلكوا؛ بل ذكر أنهم ألقوه في النار فجعلها بردا وسلاما، وفي هذا ظهور برهانه وآيته وأنه أظهره عليهم بالحجة والعلم، وأظهره أيضا بالقدرة، وإبراهيم بعد هذا لم يقم فيهم بل هاجر وتركهم فلم يوجد في حقهم سبب الهلاك وهو إقامته فيهم وانتظار العذاب النازل، وهكذا محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه لم يقم فيهم بل خرج عنهم حتى أظهره الله عليهم بعد ذلك، ومحمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم صلى الله عليه وسلم أفضل الرسل فإنهم إذا علموا الدعوة حصل المقصود، وقد يتوب منهم بعد ذلك من يتوب) (١).

وأما أفضل الأنبياء بعد إبراهيم فقالوا: موسى ثم عيسى ثم نوح عليهم الصلاة والسلام (٢).


(١) النبوات، ابن تيمية، ص ٢٦.
(٢) شرح جوهرة التوحيد، البيجوري ص ١٣٠.