للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي لا أحد أعظم ظلما ولا أكبر جرما ممن كذب على الله، فنسب إليه قولا أو حكما وهو تعالى بريء منه، ويدخل في ذلك ادعاء النبوة وهو كاذب في ذلك، فإنه مع كذبه على الله وجرأته على عظمته وسلطانه، يوجب على الخلق أن يتبعوه ويجاهدهم على ذلك، ويستحل دماء من خالفه وأموالهم (١).

فلا أحد أظلم ممن افترى على الله الكذب في شيء من الأشياء {أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} (٢) وقد صان الله أنبياءه عن الكذب وعما يفتريه عليهم المفترون وإنما هذا شأن الكذابين، وهؤلاء الذين يفترون على الله الكذب نوعان وهم من جنس واحد، ثم قال الله تعالى: {وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (٣) ولم يقل: أو قال ذلك أن الذي يقول هذا القول لا يدعي أنه رسول، إنما يدعي المعارضة ويزعم أن في إمكانه أن يأتي بمثل القرآن (٤).

فذكر هنا المدعون لشبه النبوة، وقد تقدم قبلهم ذكر المكذب للنبوة، فهذا يعم جميع أصول الكفر التي هي تكذيب الرسل أو


(١) تيسير الكريم الرحمن، السعدي ٢/ ٤٣٤.
(٢) سورة الأنعام الآية ٩٣
(٣) سورة الأنعام الآية ٩٣
(٤) ينظر النبوات، ابن تيمية ٢٢٩، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ٢/ ٤٣٤.