للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعموم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم مما اختص به صلى الله عليه وسلم فقد جاء في الحديث: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي (١)» وذكر منها «وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة (٢)».

وذكر ابن حجر عند شرحه للحديث أنه لا يعارض هذا بأن نوحا عليه السلام كان مبعوثا إلى أهل الأرض بعد الطوفان؛ لأنه لم يبق إلا من كان مؤمنا معه وقد كان مرسلا إليهم، وأجاب بعدة أجوبة منها:

أن العموم لم يكن في أصل بعثته وإنما اتفق بالحادث الذي وقع وهو انحصار الخلق في الموجودين معه المؤمنين به بعد هلاك سائر الناس، وأما محمد صلى الله عليه وسلم فعموم رسالته من أصل البعثة فثبت اختصاصه بذلك.

أو أنه لم يكن في الأرض عند إرسال نوح إلا قوم نوح فبعثته خاصة؛ لكونها إلى قومه فقط وهي عامة في الصورة لعدم وجود غيرهم، لكن لو اتفق وجود غيرهم لم يكن مبعوثا إليهم (٣).

قال: (ويحتمل أن يكون معنى الخصوصية لنبينا صلى الله عليه وسلم في ذلك بقاء شريعته إلى يوم القيامة، ونوح وغيره بصدد أن


(١) صحيح البخاري التيمم (٣٣٥)، صحيح مسلم المساجد ومواضع الصلاة (٥٢١)، سنن النسائي الغسل والتيمم (٤٣٢)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٠٤)، سنن الدارمي الصلاة (١٣٨٩).
(٢) صحيح البخاري، كتاب التيمم (ج ٣٣٥)، الفتح ١/ ٤٣٦.
(٣) ينظر فتح الباري، ابن حجر، ١/ ٤٣٦.