للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلا مدافعه وجمع للشيئين الذين بينهما تمام ممانعة ا. هـ كلامه رحمه الله.

القسم الثاني: علم الكلام الممدوح وعرفه بقوله: دون علم السلف، ومذهب أهل الأثر، وجاء في الذكر الحكيم وصحيح الخبر، فهذا لعمري ترياق القلوب الملسوعة بأرقام الشبهات، وشفاء الصدور المصروعة بتراجم المحدثات، ودواء الداء العضال وبازهم السم القتال، فهو فرض عين أو عيني فرض على كل نبيه وهو العلم الذي تعقد عليه الخناصر لدحض حجة كل متحزلق وسفيه (١) ا. هـ كلامه رحمه الله.

قلت: ونحن لا نتراضى هذا الجواب إذ من خلاله تختلط الحقائق ويوسم الحق بسمة الباطل ويسمى باسم نشأ في الباطل وتغذى بأوحاله حتى غدا اسم علم الكلام كالعلم عليه وعند الإطلاق لا ينصرف إلا إليه، والسلف تكلموا في العقائد بناء على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة ولم يسموا علمهم بعلم الكلام ولا جعلوا ذلك علما على علمهم، مما يدل على أنهم لا يرضون هذه التسمية ولا يقبلون التسمية بها، وفيما ورد في الحديث والأثر من تسمية علمهم علم التوحيد والعقيدة والسنة والفقه الأكبر ونحو ذلك كفاية لمن رام طلب التسمية، وهي على الحق ظاهرة وللحق خالصة. يقول أبو حامد محمد بن محمد الغزالي: فعلم أن


(١) لوامع الأنوار البهية (١/ ١١١).