للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} (١) فالظاهر أن المراد بالرحمة الصفة والمراد هو المطر بدلالة السياق حيث أخبرنا بإرسال الرياح قبله وهذا لا يكون إلا قبل المطر، وهذان هما معنى التأويل في الكتاب والسنة.

التأويل عند علماء السلف:

لا يخرج معنى التأويل عند السلف عن المعنيين السابقين، يقول ابن تيمية: " وأما خطاب الصحابة والتابعين فإنما يوجد فيه الأولان " (٢).

التأويل عند متأخري علماء الكلام:

هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به، ويقصدون به صرف كلام الله وكلام رسوله عن المراد عندهما إلى معان خفية، وذلك عن طريق دعوى المجاز والاستعارة ونحوها من الاستعانة بغرائب اللغة في ذلك فظهر بذلك أن مرادهم ليس التلقي عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن الإعراض عنهم وهجر معناهما بما يدعون أنه دليل صارف حتى يوافق ما في عقولهم من موازين فاسدة وأفكار فارغة وشبهات داحضة (٣).


(١) سورة الأعراف الآية ٥٧
(٢) الصفدية ص (٣٨٩)
(٣) مجموعة الرسائل الكبرى (٢/ ١٧)