للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الزلل في القول والعمل .. وإنما كان يمزح؛ لأن الناس مأمورين بالتأسي به والاقتداء بهديه، فلو ترك اللطافة والبشاشة ولزم العبوس والقطوب لأخذ الناس من أنفسهم بذلك على ما فيه مخالفة الغريزة من المشقة والعناء، فمزح ليمزحوا (١).

قلت: وهذا رحمة من الله بهذه الأمة، فحياة المسلم لو كانت كلها على سمت واحد لما رأيت أحدا يأنس بأخيه، لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحس أصحابه على بث روح المحبة والألفة بينهم رضي الله عنهم أجمعين فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق (٢)».

وفي حياة النبي صلى الله عليه وسلم أمثلة على مزاحه ستأتي إن شاء الله تعالى.

ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم كثير المزاح، وإذا مازح فعل


(١) فيض القدير ٣/ ١٨
(٢) مسلم باب استحباب طلاقة الوجه ١٤٤/ ٢٦٢٦، وأحمد في المسند ٥/ ٦٣