ويقولون: ما شاء الله ثم شئت (١)»، فأقر النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليهودي على تسمية هذا العطف شركا، لكن إن كان هذا القائل يعتقد أن ما نسبه إلى المخلوق الذي عطفه على اسم الله تعالى بـ "الواو" ليس على سبيل الاستقلال، ولكن نسبه إلى هذا المخلوق لأنه هو المباشر لهذا الأمر لا غير، مع اعتقاده أن الله هو الخالق المقدر، فهو شرك أصغر، من أجل هذا اللفظ الذي فيه تشريك. وإن كان يعتقد أن هذا المخلوق مشارك لله تعالى على سبيل الاستقلال، وأن تصرفه في ذلك بدون مشيئة الله تعالى فهو شرك أكبر.
(١) رواه الإمام أحمد ٦/ ٣٧١، ٣٧٢، والنسائي في المجتبي: الأيمان (٣٢٨٢)، والطحاوي في مشكل الآثار (٣٢٨) من طريقين أحدهما صحيح، عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة، ورجاله ثقات، وقد صححه الحافظ في الإصابة ٤/ ٣٧٨ ورواه بنحوه أخصر منه الإمام أحمد ٥/ ٤٨٤، وأبو داود (٤٩٨٠)، وابن أبي شيبة: الأدب ٩/ ١١٧، والدعاء: ١٠/ ٣٤٦ من طرق عن شعبة عن منصور عن عبد الله بن يسار عن حذيفة. ورجاله ثقات، وقد صححه النووي في الأذكار كتاب حفظ اللسان ص ٣٠٨، وفي رياض الصالحين كتاب الأمور المنهي عنها (١٧٥٤)، ورجحه البخاري على حديث قتيلة كما في العلل للترمذي (٦٥٨). وله شواهد بنحوه أخصر منه، منها حديث الطفيل بن سخبرة الذي رواه الإمام أحمد ٥/ ٧٢، والحاكم ٣/ ٤٦٢، وسنده صحيح. ومنها حديث ابن عباس الذي رواه أحمد ١/ ٢١٤، والبخاري في الأدب المفرد (٧٤٣)، وسنده حسن، ولفظه: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده". وقد صحح الألباني في السلسلة الصحيحة (١٣٦ - ١٣٩) هذه الأحاديث الأربعة.