للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التعريف بتفسيره وطريقته فيه:

يعتبر تفسيره أصلا من أصول التفسير ومرجعا مفيدا للباحثين، وقد جمع في تفسيره من الرواية عن السلف والدراية بالاستنباط ومناقشة الآراء والترجيح، وقد اعتمد في تفسيره على أبي جعفر النحاس وابن عطية الدمشقي وابن عطية الأندلسي والقرطبي والزمخشري وابن جرير الطبري وابن كثير والسيوطي، وقد استفاد كثيرا من تفسير السيوطي (الدر المنثور في التفسير بالمأثور) وطريقة الشوكاني في تفسيره أنه يذكر ما في تفسير الآية من جهة اللغة والبلاغة ويشير إلى الإعراب إن كان له أثر في المعنى، ويذكر القراءات في الآية، ويناقش الآراء التي ينقلها، ويرجح في بعض الحالات، ويستنتج من الآيات الأحكام الفقهية، ويناقش بعض المسائل الفقهية ويبدي فيها رأيه، ثم بعد ذلك يسرد ما روي في تفسير الآية من التفسير المأثور معتمدا في ذلك على تفسير الدر المنثور، وقد يضيف إلى ذلك إضافات استفادها من كتب أخرى، كما نبه على ذلك في مقدمة تفسيره.

وقد لاحظ عليه الدكتور الذهبي أنه ينقل بعض الروايات الموضوعة في تفسيره ولا ينبه عليها، وضرب مثلا لذلك بتفسيره للآية (٥٥) من سورة المائدة وهي قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ} (١) ذكر أنها نزلت في علي - رضي الله عنه - حينما تصدق بخاتمه وهو في الصلاة، وذكر الشوكاني أنه لا يصح الاستدلال بها، ولم ينبه على أنها موضوعة، وقد نبه على ذلك ابن تيمية في مقدمة التفسير وقال: إن هذه القصة موضوعة باتفاق العلماء، كما استدل الذهبي بتفسير الشوكاني للآية (٦٧) من سورة المائدة وهو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} (٢) فذكر روايات عن السلف


(١) سورة المائدة الآية ٥٥
(٢) سورة المائدة الآية ٦٧