للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن شرا فشر، وإذا لبى فليستحضر بتلبيته إجابة الله تعالى إذ قال: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} (١) وليرج القبول وليخش عدم الإجابة، وليتذكر خير من لبى وأجاب النداء، محمدا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، وليعزم على الاقتداء به واقتفاء سنته واتباع طريقه.

وإذا وصل إلى الحرم فينبغي أن يرجو الأمن من العقوبة، وأن يخشى أن لا يكون من أهل القرب عند الله، معظما رجاءه في ربه محسنا ظنه به، فإذا رأى البيت الحرام استحضر عظمة الله في قلبه وعظمت خشيته منه وازداد له هيبة وإجلالا، وشكر الله تعالى على تبليغه رتبة الوافدين إليه، وليستشعر عظمة الطواف به فإنه صلاة.

وأما الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ثم في منى فيتذكر بما يرى من ازدحام الخلق وارتفاع أصواتهم واختلاف لغاتهم موقف القيامة، واجتماع الأولين والآخرين في ذلك الموطن وما فيه من أهوال وشدائد {يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} (٢) {كَلَّا لَا وَزَرَ} (٣) {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ} (٤) {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} (٥)

وإذا جاء رمي الجمار فاقصد بذلك الانقياد للأمر، وإظهار الرق والعبودية والحاجة والفاقة، وامتثال السنة واتباع الطريقة،


(١) سورة الحج الآية ٢٧
(٢) سورة القيامة الآية ١٠
(٣) سورة القيامة الآية ١١
(٤) سورة القيامة الآية ١٢
(٥) سورة القيامة الآية ١٣