في جانب الكرخ من بغداد، كان - رحمه الله - شيخ العلماء في العراق، جمع كثيرا من العلوم حتى أصبح علامة في المنقول والمعقول، فبرز في التفسير والحديث والأصول والفروع، أخذ العلم عن فحول العلماء، منهم والده، والشيخ خالد النقشبندي، والشيخ علي السويدي. وقد اشتغل بالتدريس والتأليف وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتخرج عليه جماعة من العلماء، وكان ذا حافظة عجيبة، وكثيرا ما كان يقول: ما استودعت ذهني شيئا فخانني، ولا دعوت فكري لمعضلة إلا وأجابني، وقد قلد إفتاء الحنفية، وولى الأوقاف بالمدرسة المرجانية وكانت مشروطة لأعلم أهل البلد، وكان - رحمه الله - عالما باختلاف المذاهب مطلعا على الملل والنحل، سلفي الاعتقاد، شافعي المذهب، إلا أنه في كثير من المسائل يقلد الإمام أبا حنيفة - رضي الله عنه - وكان في آخر أمره يميل للاجتهاد، توفي في ٢٥ ذي القعدة سنة ١٢٧٠هـ. ودفن بالكرخ، وقد خلف مؤلفات نافعة منها: