للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لبيك ولا سعديك هذا مردود عليك، قيل له: لم؟ قال: لعله اشترى ناقة بخمسمائة درهم ورحلا بمائتي درهم ومفرشا بكذا وكذا، ثم ركب ناقته ورجل رأسه ونظر في عطفيه، فذلك الذي يرد عليه) (١).

فعناية السلف من الصحابة والتابعين كانت متوجهة إلى إخلاص العمل وتصحيح النية، فليست العبرة بكثرة العمل وتنوعه إنما العبرة بالقبول القائم على الإخلاص لله فيه، فلا يكون لمخلوق حظ ونصيب فيه، ويكون أيضا موافقا للكتاب والسنة، روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملا ليس أمرنا فهو رد (٢)»، فكانوا ينظرون في قبول الأعمال إلى هذين الأصلين: الإخلاص والمتابعة، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٣) وسئل الفضيل بن عياض عن قوله سبحانه: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (٤) قال: (أخلصه وأصوبه) (٥).


(١) ينظر: لطائف المعارف ٤٢٠
(٢) رواه مسلم في صحيحه- كتاب الأقضية- باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور ١٢/ ١٦
(٣) سورة الكهف الآية ١١٠
(٤) سورة الملك الآية ٢
(٥) ينظر: الاستقامة ٢/ ٣٠٩، جامع العلوم والحكم ١/ ٧٢.