للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن جابر رضي الله عنه قال: أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر التلبية. مثل حديث ابن عمر، والناس يزيدون " ذا المعارج (١) ونحوه من الكلام، والنبي صلى الله عليه وسلم يسمع، فلا يقول لهم شيئا (٢)، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نصرخ بالحج صراخا (٣)» الحديث، أي: نرفع أصواتنا بالتلبية، وما ذاك إلا لأن التلبية من شعار الحاج في الظاهر، وفيها اشتغال بذكر الله المتضمن كلمة التوحيد وتحقيقها ونفي الشرك ومخالفة المشركين.

ومن معاني الحج المبرور الإحسان إلى الناس ومعاملتهم بالمعروف وحسن الخلق معهما، ففي صحيح مسلم «أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن البر فقال: حسن الخلق (٤)»، وهذا الأمر يحتاج إليه الحاج كثيرا، فينبغي له أن يتحلى به ويجاهد نفسه في تحقيقه، فيعامل الناس بالمعروف ويحسن إليهم بالقول والفعل، وما سمي السفر


(١) رواه أبو داود في سننه -كتاب الحج- باب كيف التلبية ٢/ ١٦٢ برقم ١٨١٣
(٢) قال الهيثمي في المجمع ٣/ ٢٢٣" رواه البزار مرفوعا وموقوفا، ولم يسم شيخه في المرفوع"
(٣) رواه مسلم في صحيحه -كتاب الحج- باب جواز التمتع في الحج والقران ٨/ ٢٣٢
(٤) رواه مسلم في صحيحه -كتاب البر والصلة والآداب- باب تفسير البر والإثم ١٦/ ١١١ من حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه