للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خير الزاد، فيتحرى الحاج كل بر، ويتباعد عن كل منكر وإثم، فما تزود حاج ولا غيره بأفضل من زاد التقوى، ولا وصية أجل من الوصية بالتقوى وتحقيقها، وهكذا كان السلف يوصي بعضهم بعضا، قال بعضهم لمن ودعه: (اتق الله، فمن اتقى الله فلا وحشة عليه)، وقال آخر لمن ودعه للحج: أوصيك بما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم معاذا حين ودعه «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن (١)».

إن تقوى الله عز وجل جنة يستجن بها العبد من المعاصي والذنوب، وزاد مبارك يبلغه رضوان الله وجنته، يقول علي رضي الله عنه: (التقوى الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة من الدنيا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل)، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (تقوى الله: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر) (٢)، وقال الحسن البصري -رحمه الله-: (التقوى ألا يفقدك الله حيث أمرك، ولا يراك حيث نهاك).

ومن بر الحج سقي الماء وبذله للآخرين، فالحجاج في تلك


(١) رواه الترمذي - كتاب البر والصلة - باب ما جاء في معاشرة الناس ٤/ ٣١٣ رقم ١٩٨٧.
(٢) رواه عنه الطبري في تفسيره ٧/ ٦٥.