للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليهم أن يخدمهم، (فكان إذا رأى رجلا يريد أن يغسل ثوبه قال له: هذا من شرطي فيغسله، وإذا رأى من يريد أن يغسل رأسه قال: هذا من شرطي فيغسله) (١).

إن المسلم في أوقات العبادة والحضور في الرحاب الطاهرة، يلتزم بأكمل الآداب، ويتحلى بشريف الخصال، فكيف بالحضور في بيت الله المحرم والمشاعر المقدسة، فمما يكمل بر الحج اجتناب الإثم والمعاصي فيه، قال تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ الله وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب} (٢) وفي الحديث الصحيح: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه (٣)» متفق عليه، واللفظ للبخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

قال أهل العلم: (الرفث: الجماع ودواعيه، والفسوق: المعاصي، والجدال: المخاصمة بالباطل) (٤)، فنهى سبحانه عن هذا كله، وأمر حجاج بيته وهم في رحابه أن يتزودوا بزاد التقوى، فهو


(١) ينظر لهذه الآثار: لطائف المعارف ٤١٢، ٤١٣، سير أعلام النبلاء ٤/ ١٧
(٢) سورة البقرة الآية ١٩٧
(٣) صحيح البخاري الحج (١٨٢٠)، صحيح مسلم الحج (١٣٥٠)، سنن الترمذي الحج (٨١١)، سنن النسائي مناسك الحج (٢٦٢٧)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٨٨٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٤١٠)، سنن الدارمي المناسك (١٧٩٦).
(٤) ينظر: تفسير القرآن العظيم ١/ ٥٤٣ - ٥٤٧.