للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(من أطعم الطعام وكف لسانه)، وقال ربيعة: (المروءة في السفر: بذل الزاد، وقلة الخلاف على الأصحاب، وكثرة المزاح في غير مساخط الله عز وجل)، وقال أبو جعفر الباقر: (ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم يأت بثلاثة: ورع يحجزه عن معاصي الله، وحلم يكف به غضبه، وحسن صحابة لمن يصحبه من المسلمين)، وجاء رجلان إلى ابن عون يودعانه ويسألانه أن يوصيهما، فقال لهما: (عليكما بكظم الغيظ وبذل الزاد)، وروى عبد الرزاق عن الثوري قال: (سمعنا أن بر الحج طيب الطعام وطيب الكلام) (١).

وفي حج السلف من الصحابة والتابعين -رحمهم الله- تحقيق لهذه المعاني، قال مجاهد: (صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه، فكان يخدمني)، وكان إبراهيم بن أدهم يشترط على أصحابه في السفر الخدمة والأذان، وخدمتهم لأصحابهم ليس لعدم شغلهم بشيء، بل كانوا في خدمة أصحابهم مع اشتغالهم بطاعة الله، وروي عن كثير من السلف أنه كان يشترط على أصحابه في السفر أن يخدمهم، اغتناما لأجر ذلك، منهم عامر بن عبد قيس وعمرو بن عتبة بن فرقد، مع اجتهادهما في العبادة في أنفسهما، وروي عن بعضهم أن كان يصحب إخوانه في سفر الجهاد وغيره، فيشترط


(١) ينظر لهذه الآثار: لطائف المعارف ٤١١، ٤١٢