للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العبيد الأرقاء - فيعتق رقيقه، فيضج الناس بالبكاء والدعاء، ويقولون: ربنا هذا عبدك قد أعتق عبيده، ونحن عبيدك فأعتقنا من النار. وقال ابن المبارك: (جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تهملان، فقلت له: من أسوأ هذا الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر لهم)، وروي عن الفضيل بن عياض أنه نظر إلى الناس وتسبيحهم وبكائهم عشية عرفة فقال: أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا -يعني سدس درهم- أكان يردهم؟ قالوا: لا، قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق، يقول الشاعر:

وإني لأدعو الله أطلب عفوه ... وأعلم أن الله يعفو ويرحم

لئن أعظم الناس الذنوب فإنها ... وإن عظمت في رحمة الله تصغر (١)


(١) ينظر لهذه الآثار: لطائف المعارف ٤٩٤، ٤٩٦ - ٤٩٨.