للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: عيد الأضحى يوم النحر، وهو أكبر العيدين وأفضلهما لحديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القر (١)» رواه أحمد وغيره، وهو مترتب على إكمال الحج، وشرع فيه للجميع -الحجاج وغيرهم- التقرب إلى الله فيه بالنسك، وهو إراقة دماء القرابين مع الصلاة والذكر والدعاء.

لقد أبدل الله هذه الأمة بما كان عند الجاهلية يومي الفطر والأضحى، للذكر والشكر والمغفرة، والفرح بإتمام الطاعة وإكمالها، الصيام والحج، ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، كان لهم يومان يلعبون فيهما، فقال: «إن الله أبدلكم يومين خيرا منهما، يوم الفطر والأضحى (٢)».

إن العيد موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين الخلص وسرورهم في الدنيا، إنما هو برضا مولاهم عنهم، إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم، ونالوا فضله ومغفرته، كما قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون} (٣)


(١) سنن أبو داود المناسك (١٧٦٥)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٣٥٠).
(٢) رواه أحمد في المسند ٣/ ١٠٣ و ١٧٨ و ٢٣٥ و ٢٥٠، والنسائي في سننه - كتاب صلاة العيدين ٣/ ١٧٩ من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٣) سورة يونس الآية ٥٨