للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضي الله عنه يقول في خطبته يوم النحر: (بعد يوم النحر ثلاثة أيام، التي ذكر الله الأيام المعدودات لا يرد فيهن الدعاء، فارفعوا رغبتكم إلى الله عز وجل) (١).

وقد ذكر بعض أهل العلم، أن من الحكمة في ختام الطاعات بالذكر والاستغفار، أن العبد لا يؤدي ما فرض عليه على التمام، وعمله يعتوره النقص والخلل، فشرع له الاستغفار مكفرا لما قد حصل منه من تقصير وخلل، لعل الله أن يقبله منه ويرضى به عنه، ومن الحكمة أن سائر العبادات تنقضي ويفرغ منها، وذكر الله باق لا يفرغ منه، وقد أمر الله بذكره عند انقضاء الصلاة، قال الله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُم} (٢) وقال في صلاة الجمعة: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون} (٣) وقال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَب} (٤) {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} (٥) قال الحسن: (أمره إذا فرغ من غزوه أن يجتهد في الدعاء والعبادة، فالأعمال كلها يفرغ منها، والذكر لا فراغ له ولا انقضاء). وقال


(١) ينظر لهذه الآثار وغيرها تفسير الطبري ٤/ ٢٠٣ - ٢٠٦، لطائف المعارف ٥٠٣.
(٢) سورة النساء الآية ١٠٣
(٣) سورة الجمعة الآية ١٠
(٤) سورة الشرح الآية ٧
(٥) سورة الشرح الآية ٨