للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعض الصالحين: (ما طابت الدنيا إلا بذكره عز وجل، ولا الآخرة إلا بعفوه، ولا الجنة إلا برؤيته)، قال بعض أهل العلم: (أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب، ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعم) (١).

وذكر بعض شراح الحديث أن في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل (٢)»، إشارة إلى أن الأكل والشرب في أيام العيد والتشريق، إنما يستعان به على ذكر الله وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر الله تعالى بالأكل من الطيبات والشكر له، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون} (٣) فمن استعان بنعم الله على معاصيه، فقد كفر نعمة الله وبدلها كفرا، وقد يسلبها (٤)، نعوذ بالله من الخذلان.

كان عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- كلما قلب بصره في نعم الله عليه قال: (اللهم إني أعوذ بك أن أبدل نعمتك كفرا، وأن أكفرها بعد أن عرفتها، وأن أنساها ولا أثني بها)، ويقول ابن القيم


(١) ينظر: لطائف المعارف ٥٠٤.
(٢) صحيح مسلم الصيام (١١٤١)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٧٥).
(٣) سورة البقرة الآية ١٧٢
(٤) ينظر لطائف المعارف ٥٠٤.