للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدمه الأرض، روى أبو داود والطيالسي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن الله عز وجل نظر في قلوب العباد، فاختار محمدا صلى الله عليه وسلم، فبعثه برسالته وانتخبه بعلمه، ثم نظر في قلوب الناس بعده، فاختار له أصحابه، فجعلهم أنصار دينه ووزراء نبيه.) (١)، وفي فضلهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه (٢)» رواه البخاري ومسلم، وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: من كان متأسيا، فليتأس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، وأقومها هديا، وأحسنها حالا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوا آثارهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.

وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم في عمره مرة واحدة، وحج معه أصحابه الذين نقلوا لنا صفة حجه عليه الصلاة والسلام،


(١) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ١/ ٣٣، وأحمد في مسنده ١/ ٣٧٩.
(٢) رواه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ((لو كنت متخذا خليلا)) ٧/ ٢١ برقم ٣٦٧٣، ومسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم- باب تحريم سب الصحابة ١٦/ ٩٣ كلاهما عن أبي سعيد الخدري، واللفظ للبخاري.