للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنها، ذكر هذا الحافظ ابن حجر، ثم إن الحجاج طلب علو الإسناد في العلم، حيث تشوف إلى سماع تصديق ما تحدث به سالم عن أبيه، فجعل ينظر إلى عبد الله، فلما رأى ذلك عبد الله قال: صدق (١).

خامسا: جاء في رواية أخرى أن ابن شهاب قال لسالم بن عبد الله بن عمر: (أفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال سالم: وهل يتبعون بذلك إلا سنته) (٢)، فيه حرص السلف على التثبت في الرواية والتأكد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ذلك لهم من قبل شيوخهم، فالصحابة ومنهم عبد الله بن عمر كانوا من أشد الناس حرصا على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، واقتفاء أثره وتعليمها للأمة وحثهم على العمل والأخذ بها.

سادسا: هذه الحادثة التي كانت بين عبد الله بن عمر وابنه سالم مع الحجاج بن يوسف الثقفي، الأمير من قبل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، صورة واضحة على تطبيق الصحابة وسلف الأمة مبدأ السمع والطاعة لولاة الأمور، واحترامهم وتقديرهم، ونصحهم وإرشادهم بإخلاص وصدق وحسن تعليم وإرشاد، يظهر هذا في احترام عبد الله بن عمر وابنه سالم أميرهم الحجاج بن يوسف،


(١) فتح الباري ٣/ ٥١٢.
(٢) رواها البخاري في صحيحه -كتاب الحج- باب الجمع بين الصلاتين بعرفة - ٣/ ٥١٣ برقم ١٦٦٢.