للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيث تأدبهم في مخاطبته وحديثهم معه، وذهابهم معه في الحج، ودخولهم تحت إمرته، وعدم افتياتهم أو خروجهم عليه وإثارة الخلاف والشقاق ضده، فما كان من ابن عمر وابنه إلا السمع والطاعة فرارا من الفتنة، ونبذا للشقاق والاضطراب، وتحقيقا للمصلحة العامة بطاعة ولاة الأمور، لما يكون في ذلك من النفع العام والخاص للبلاد والعباد.

فالسمع والطاعة لولاة أمور المسلمين، أصل من أصول العقيدة السلفية، إذ بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالح الدين والدنيا معا، وبالافتيات عليهم وشق عصا الطاعة وإثارة الشقاق والخلاف معهم، فساد الدين والدنيا، قال عمر - رضي الله عنه -: " لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة، ولا إمامة إلا بسمع وطاعة " رواه الدارمي، وقال الحسن بن علي البربهاري في كتاب السنة: " إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان، فاعلم أنه صاحب هوى، وإذ سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى، يقول الفضيل بن عياض: لو كان لي دعوة ما جعلتها إلا في السلطان " (١). إن ولاة الأمر لهم المكانة العلية والمنزلة الرفيعة في الإسلام،


(١) طبقات الحنابلة ٢/ ٣٦.