للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: " يا أمير المؤمنين، ما زلت أصليها منذ رأيتك عام أول - أي لما كان يقصر - ركعتين " (١)، وبكل حال ففعل عثمان - رضي الله عنه - اجتهاد منه، وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - القصر دون الجمع في منى، والإتمام جائز.

الوقفة الثالثة: في قول الراوي عن ابن مسعود، أنه استرجع - أي قال إنا لله وإنا إليه راجعون -، ما ينبغي للمسلم إذا رأى أمرا غريبا أو مستنكرا، أن يسترجع أو يقول: سبحان الله، أو الله أكبر.

الوقفة الرابعة: في قول ابن مسعود - رضي الله عنه -: " فليت حظي من أربع ركعات، ركعتان متقبلتان "، أنه كان يرى جواز الإتمام، وإلا لما كان له حظ من الأربع ولا من غيرها، فإنها تكون فاسدة كلها، ولذلك فقد أتم مع عثمان، قال ابن قدامة: " المشهور عن أحمد أنه على الاختيار - أي بين الإتمام والقصر - والقصر عنده أفضل، وهو قول جمهور الصحابة والتابعين " (٢).

الوقفة الخامسة: كان استرجاع ابن مسعود لما وقع عنده من مخالفة الأولى وهو القصر، ويؤيده ما رواه أبو داود والبيهقي " أن ابن مسعود صلى أربعا، فقيل له: عبت على عثمان، ثم صليت أربعا،


(١) ينظر لما سبق فتح الباري ٢/ ٥٦٤ - ٥٦٥.
(٢) ينظر: شرح النووي ٥/ ٢٠٤، فتح الباري ٢/ ٥٦٥.