للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: الخلاف شر وفي رواية البيهقي: " إني لأكره الخلاف " (١)، وروى مسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه كان " إذا صلى مع الإمام صلى أربعا - أي مع عثمان - وإذا صلاها وحده صلى ركعتين " (٢)، وفي هذا كله طاعة ولي الأمر، وعدم شق عصا طاعته ومنابذته، وحرمة إثارة الناس عليه ومنازعته، فابن مسعود يعلم أن السنة القصر، والإتمام جائز، ومع ذلك لما رأى أمير المؤمنين عثمان بن عفان يتم أتم معه، ولم يعتزل الأمير، ولم يثر عليه الناس، بل دعا إلى الصلاة خلفه والإتمام به، لما يعلم من أضرار مخالفة ولي الأمر، وما يكون بعدها من الفساد العريض، وقال - رضي الله عنه - قولته التي تنم عن علم وبصيرة، وحكمة وروية: " الخلاف شر "، فهو يكره الخلاف والنزاع، ويبغض المشاقة ونزع يد الطاعة، وفي قوله وعمله دعوة لغيره كي يقتفوا أثره ويسيروا على نهجه، أخذا من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني (٣)» رواه الشيخان عن أبي


(١) رواه البيهقي في السنن الكبرى فيما سبق ٣/ ١٤٤.
(٢) رواه مسلم في صحيحه - كتاب صلاة المسافرين وقصرها ٥/ ٢٠٣.
(٣) صحيح البخاري الجهاد والسير (٢٩٥٧)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٣٥)، سنن النسائي الاستعاذة (٥٥١٠)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٨٥٩)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٨٧).