للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالهرولة، وأصله أن يحرك الماشي منكبيه في مشيه، وهو سنة في الثلاثة الأشواط الأولى)، وجاء في رواية أبي داود «فيم الرملان بالكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله، ومع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم (١)»، والمراد به الاضطباع، وهو أن يدخل رداءه تحت إبطه الأيمن تم يرد طرفيه على منكبه الأيسر، فيبدي منكبه الأيمن ويستر الأيسر، وهو مستحب عند الجمهور، وفي سؤال عمر هذا ثم قوله: (شيء صنعه النبي صلى الله عليه وسلم، فلا نحب أن نتركه)، دليل على صدق المحبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- واتباع سنته واقتفاء أثره، وقول عمر هنا (مالنا وللرمل؟ إنما كنا راءينا به المشركين)، معناه: أي أريناهم بذلك أنا أقوياء، قال الحافظ ابن حجر (ومحصله: أن عمر كان هم بترك الرمل في الطواف؛ لأنه عرف سببه وقد انقضى، فهم أن يتركه لفقد سببه، ثم رجع عن ذلك لاحتمال أن تكون له حكمة ما اطلع عليها، فرأى أن الاتباع أولى من طريق المعنى، وأيضا كأن فاعل ذلك إذا فعله تذكر السبب الباعث على ذلك، فيتذكر نعمة


(١) رواه أبو داود في سننه- كتاب المناسك- باب في الرمل ٢/ ١٧٨، ١٧٩ برقم ١٨٨٧.