للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله على إعزاز الإسلام وأهله) (١)، وفي هذه القصة مسألتان:

إحداهما: أنه استشكل قول عمر (راءينا) مع أن الرياء بالعمل مذموم، والجواب أن صورته وإن كانت صورة رياء، لكنها ليست مذمومة؛ لأن المذموم أن يظهر العمل ليقال إنه عامل، ولا يعمله بغيبة إذا لم يره أحد، وأما الذي وقع في هذه القصة، فإنما هو من قبيل المخادعة في الحرب، لأنهم أوهموا المشركين أنهم أقوياء لئلا يطمعوا فيهم، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحرب خدعة (٢)»

الثانية: لا يشرع تدارك الرمل، فلو تركه في الثلاثة الأشواط الأولى لم يقضه في الأربع الباقية، لأن هيئتها السكينة فلا تغير، والرمل خاص بالرجال، فلا رمل على النساء خشية تكشفهن، قال النووي: (واتفق العلماء على أن الرمل لا يشرع للنساء، كما لا يشرع لهن شدة السعي بين الصفا والمروة) (٣)، وقال الطبري: (قد


(١) فتح الباري ٣/ ٤٧٢.
(٢) جزء من حديث رواه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد والسير- باب الحرب خدعة ٦/ ١٥٨ برقم ٣٠٢٩ - ٣٠٣٠، ومسلم في صحيحه -كتاب الجهاد- باب جواز الخداع في الحرب ١٢/ ٤٥ من حديث أبي هريرة وجابر رضي الله عنهما.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم ٩/ ٧.