للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استخبر، وقال: ولا تقل أخبر بها عند الأمير بل أخبر بها لعله يرجع أو يرعوى (١)).

ومعنى آثم قلبه: أي فاجر قلبه، وهذه كقوله تعالى: {وَلا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ} (٢) سورة المائدة آية: ١٠٦.

ونهيه تعالى في قوله: {وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ} (٣) يحرم بموجبه كتمان الشهادة عن القاضي، فيكون الإظهار للقاضي وهو الأداء فرضا على الشهود؛ لأنه الضد الذي لا يتحقق الانتهاء عن المحرم الذي هو الكتمان إلا به.

وأكد سبحانه وتعالى التحريم المفاد بالنهي بقوله تعالى: {وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} (٤) وهو تأكيد في تأكيد، لأن قوله تعالى: {فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} (٥) تأكيد، وإضافة الإثم إلى القلب الذي هو أشرف أعضاء البدن ورئيسها تأكيد في تأكيد، لأن القلب محل اكتساب الآثام والأجور والآلة التي وقع بها أداؤها لما عرف أن إسناد الفعل إلى محله أقوى من الإسناد إلى كله، ولأنه هو محل الكتمان فهو محل المعصية بتمامها هنا، بخلاف سائر المعاصي التي تتعلق بالأعضاء الظاهرة فإنها وإن كانت مسبوقة بمعصية القلب وهو الهم المتصل بالفعل فليس هو محلا لتمامها.


(١) تفسير القرطبي جـ٣ ص٤١٥.
(٢) سورة المائدة الآية ١٠٦
(٣) سورة البقرة الآية ٢٨٣
(٤) سورة البقرة الآية ٢٨٣
(٥) سورة البقرة الآية ٢٨٣