للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحين يخاف الإنسان من السبع فهذا خوف طبيعي لا يمكن أن يذم به الإنسان، وحين يخوف المرء عدوه الذي يريد الاعتداء عليه فهذا أيضا لا يمكن ذمه، فهذه جبلة في الإنسان بل والحيوان، وقد هيأ الله لكل مخلوق ما يدافع به عن نفسه الأخطار {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} (١). واستخدام ذلك عند وقوع الخطر أو توقعه لا يمكن أن يذم.

أما حقيقة هذا اللفظ من الناحية الشرعية فإنا لم نجد هذا اللفظ بعينه في النصوص الشرعية، وإنما يوجد أصله الثلاثي وما تصرف منه، وكذلك أيضا ما تصرف من أصله الرباعي.

فمن ذلك قوله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (٢). ومنه قوله تعالى: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (٣).

ومنه أيضا قوله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (٤). ومنه قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} (٥).


(١) سورة طه الآية ٥٠
(٢) سورة البقرة الآية ٤٠
(٣) سورة الأعراف الآية ١٥٤
(٤) سورة النحل الآية ٥١
(٥) سورة الأنبياء الآية ٩٠