للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد وضع الله سبحانه في هذا الدين الإسلامي الذي هو خاتم الأديان كل ما يصلح البشرية في دنياها وأخراها إن هي طبقته، والله سبحانه قد حفظ هذا الدين للعالمين بحفظه لدستوره وهو القرآن الكريم الذي هو في الحقيقة كلام رب العالمين.

وهنا حقيقة قد تغيب عن الأذهان ألا وهي أننا كمسلمين حين نطالب بتطبيق الشريعة في العالم بأجمعه لا يعني أننا نطالب بإجبار الجميع على الدخول في دين الإسلام فإن هذا ليس مرادا قطعا لأن الله تعالى يقول: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (١) نحن ندعو الجميع للدخول في هذا الدين ونرغب في عموم الخير للجميع، لكننا لا نجبر أحدا على الدخول فيه، والله تعالى يقول: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} (٢).

إننا في هذا السياق بالخصوص نطالب الجميع بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، عند ذلك سيأمن الجميع ويهنأ الجميع، إن البشرية في العهود الأولى من الإسلام قد نعمت بحكم مستقر آمن ونعمة سابغة استفاد منها المسلم وغير المسلم، وكلهم كان داخلا تحت حكم الإسلام.


(١) سورة البقرة الآية ٢٥٦
(٢) سورة يونس الآية ٩٩