للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه (١)».

وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أفتى بغير علم لعنته الملائكة (٢)»، وعند ابن عساكر من رواية علي - رضي الله عنه -: «لعنته ملائكة السماء والأرض (٣)»، وورد عن ابن عباس أنه قال: من أفتى بفتيا يعمى عنها فإنما إثمها عليه. وفي سنن الدرامي " من أفتى بفتيا من غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه " (٤).

فكان الواجب على أصحاب العقول السليمة والفطر المستقيمة الابتعاد عن الفتيا بغير علم، وإحالة الفتوى إلى أهل العلم الذين لهم قدم راسخ فيه، يفتون الناس على علم وبصيرة؛ لقول الله جل وعلا: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٥).

نسأل الله جل وعلا أن يبصرنا بعيوب أنفسنا، وأن يرزقنا الفقه في الدين، والصدق في القول والعمل، وأن يبعدنا عن القول على الله بغير علم، وأن يهدينا سواء السبيل.


(١) السنن الكبرى ج١ ص١١٦.
(٢) الفقيه والمتفقه ج٢ ص١٥٥.
(٣) فيض القدير للمناوي ج٦ ص٧٧.
(٤) سنن الدارمي ج١ ص٥٣.
(٥) سورة الأنبياء الآية ٧