للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مهيمنا أي مؤتمنا وشاهدا ورقيبا وحاكما ودالا ومصدقا. فالقرآن الكريم مهيمن على كل كتاب قبله. انتهى (١) قلت: وهو كما ذكر. وانظر إن شئت فتح القدير للشوكاني (٢) وتفسير الطبري تحقيق أحمد محمود شاكر (٣) وتفسير ابن كثير مختصر محمد الرفاعي (٤).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: السلف متفقون على أن القرآن هو المهيمن على ما بين يديه من الكتب، ومعلوم أن المهيمن على الشيء أعلى منه مرتبة، ومن أسماء الله تعالى المهيمن، ويسمى الحاكم على الناس القائم بأمورهم انتهى. نقله عنه ابن ضميرة (٥).

قلت: وكما أن كتاب الله مهيمن على ما قبله. فكذا كانت رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناسخة لما قبلها من الرسالات والنبوات كما سبق. وكما ورد عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حينما قال لعمر - رضي الله عنه -: وقد رأى مع عمر صحيفة وفيها شيء من التوراة «أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ ألم آتيك بها بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حيا ما وسعة إلا اتباعي (٦)» أخرجه الإمام أحمد (٧)، وحسنه الألباني.


(١) مجلة البحوث الإسلامية عدد٢١ ص٣١٦.
(٢) فتح القدير ج٢ ص٤٧.
(٣) الطبري ج١٠ ص٣٧٧.
(٤) ابن كثير ج٢ ص٥٦.
(٥) المجلة المشار إليها بعاليه.
(٦) مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٨٧)، سنن الدارمي المقدمة (٤٣٥).
(٧) مسند الإمام أحمد ج٥ ص٥٧.