اسم مصدر في الأصل كالكلام والعطاء. . بمعنى السلامة. كان الرب أحق به من كل ما سواه؛ لأنه السالم من كل آفة وعيب ونقص، فإن له الكمال المطلق من جميع الوجوه، وكماله من لوازم ذاته، فلا يكون إلا كذلك، فاسم السلام يتضمن إثبات جميع الكمالات له، وسلب جميع النقائص عنه، وهذا معنى سبحان الله والحمد لله.
قال: وأما قول المسلم السلام عليكم فهو إخبار للمسلم عليه بسلامته من غيلة المسلم وغشه ومكره يناله منه، فيرد الراد عليه مثل ذلك، أي فعل الله بك ذلك وأحله عليك، فهو في الأول إخبار للمسلم عليه بالسلامة، وفي الثاني طلب. وفي هذا الوجه الأول والثاني.
ووجه ثالث: أن يكون المعنى: اذكر الله الذي عافاك من المكروه، وأمنك من المحذور، وسلمك مما تخاف، وعاملنا من السلامة والأمان بمثل ما عاملك به، فيرد عليه الراد بمثل ذلك، ويستحب أن يرد عليه بأكثر كصاحب الهدية يستحب أن تكافئه بزيادة عليها.
ووجه رابع: وهو أن يكون معنى سلام المسلم ورد الراد بشارة من الله سبحانه جعلها على ألسنة المسلمين لبعضهم بعضا بالسلامة من الشر وحصول الرحمة والبركة، وهي دوام ذلك وإثباته، وهذه البشارة لدخولهم في دين الإسلام، فأعظمهم أجرا أحسنهم