للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تحية «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام (١)».

ووجه خامس: وهو أن كل أمة لهم تحية بينهم من أقوال أو أعمال، كالسجود وتقبيل الأيدي. وانعم صباحا، وغيرها فكانت أحسن من جميع تحيات الأمم، لتضمنها السلامة التي لا حياة ولا فلاح إلا بها، قال والمقصود أن السلام اسمه ووصفه والتلفظ به ذكر له. قال وقد اشتق الله لأوليائه تحية بينهم اسما من أسمائه واسم دينه الإسلام الذي هو دين أنبيائه، ورسله، وملائكته قال تعالى: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} (٢).

قال: وتحية أوليائه في الدنيا وتحيتهم يوم لقائه، «ولما خلق آدم وكمل خلقه فاستوى قال الله له: " اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فاستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك من بعدك (٣)». انتهى بتصرف.

وقال البخاري: باب: السلام اسم من أسماء الله يقول الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} (٤)، وأورد حديث التشهد وفيه «فإن الله هو السلام (٥)»، قال في الفتح: وكذا


(١) مسند أحمد ج٤ ص١٤٤.
(٢) سورة آل عمران الآية ٨٣
(٣) أحكام أهل الذمة ج١ ص ١٩٥.
(٤) سورة النساء الآية ٨٦
(٥) صحيح مسلم الجنائز (٩٧٥)، سنن النسائي الجنائز (٢٠٤٠)، سنن ابن ماجه ما جاء في الجنائز (١٥٤٧)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٥٣).