للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه (١)» متفق عليه (٢)، ولعموم قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ} (٣) انتهى (٤).

قلت: ويؤخذ مما تقدم أن على المسلم أن يكون مثاليا في خلقه وتعامله، ملتزما بأحكام الشريعة الإسلامية السمحة، داعيا إلى الله بقوله وفعله وتعامله، ليس بالفظ ولا الغليظ ولا المنفر عن دين الإسلام فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (٥)»، ومن ذلك صلة الرحم والإحسان إليها، وصلة الأقارب والجيران من المسلمين وغيرهم بالمال رجاء استمالة غير المسلمين وترغيبهم في الإسلام لعل الله أن ينقذهم من الكفر.

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله: إذا وجدت شخصا غير مسلم في الطريق فلا حرج أن تبره لأن الله تبارك وتعالى يقول: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (٦) (٧).

قلت: فأنت ترى بأن الإسلام يحثنا على مكارم الأخلاق


(١) صحيح البخاري الأدب (٦٠١٥)، صحيح مسلم البر والصلة والآداب (٢٦٢٥)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٨٥).
(٢) أخرجه البخاري انظر: فتح الباري ج ص٤٤١، ومسلم بشرح النووي ج ٨ ص ٤٢٤.
(٣) سورة الممتحنة الآية ٨
(٤) مجموع فتاوى ومقالات ج ٤ ص٢٦٧.
(٥) أخرجه الإمام مالك في الموطأ من رواية أبي هريرة ج ٣ ص ٩٧.
(٦) سورة الممتحنة الآية ٨
(٧) سورة الممتحنة، الآية ٨. وانظر: فتاوى ورسائل ج٣ ص ٤٤.