للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعجبه ذلك، ثم روي عن هؤلاء الجماعة أنه لا بأس به واحتج بالأحاديث يعني أنه رجع إلى هذا القول. والله أعلم (١).

وقال ابن باز رحمه الله: لا بأس أن يعزيهم المسلم إذا رأى المصلحة في ذلك، بأن يقول جبر الله مصيبتك، أو أحسن الله لك الخلف بخير، وما أشبهه من الكلام الطيب، ولا يقول غفر الله له ولا رحمه الله إذا كان الميت كافرا أي: لا يدعو للميت وإنما يدعو للحي بالهداية وبالعوض الصالح ونحو ذلك (٢).

قلت: أخرج الإمام أحمد في المسند «أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبا طالب مات، فقال: اذهب فواره فلما واريته رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: اغتسل (٣)». وفي رواية «إن عمك الشيخ الضال قد مات (٤)». وفي رواية «إن عمك الشيخ قد مات (٥)». وفي كلها يأمره صلى الله عليه وسلم بمواراته (٦).

أقول: ومن هذا نأخذ سماحة الإسلام، وسمو تعاليمه وإن المسلم يراعي حقوق ذوي القربى، وغيرهم، فيأمر بصلة الأم الكافرة بالمال، وبعيادة المرضى، ودعوتهم للإسلام، وترغيبهم فيه. وعرضه عليهم بالأسلوب الحسن والحكمة. قل يا عم: «لا إله إلا


(١) أحكام أهل الذمة ج١ ص ٢٠٤.
(٢) فتاوى ومقالات ج٤ ص٢٦٧.
(٣) سنن النسائي كتاب الطهارة (١٩٠)، سنن أبو داود الجنائز (٣٢١٤).
(٤) سنن النسائي الجنائز (٢٠٠٦)، سنن أبو داود الجنائز (٣٢١٤).
(٥) مسند أحمد بن حنبل (١/ ١٠٣).
(٦) مسند أحمد ج١ ص٩٧، ١٣٠، ١٣١ ط المكتب الإسلامي.