للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو ذميا أو مستأمنا يعصمه، وليدعه إلى الله ويدله على الخير، كما قال صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير كان له مثل أجر فاعله (١)»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئا (٢)».

فدعوته وتبليغه الإسلام ونصيحته في ذلك من أفضل القربات. ألا ومن الظلم جلب العمال غير المسلمين لجزيرة العرب مع وجود المسلمين الذين يمكنهم القيام بالذي يقوم به غيرهم في إجادة وحسن أداء، ويعلل المستقدم أنه لا يريد ظلم المسلمين، وكأن ظلم غير المسلمين مباح، وربما علل استقدام غير المسلمين أن المسلم يريد وقتا للصلاة، ووقتا للصوم بخلاف الكافر، وما عرف المسكين أنه باستقدام المسلم قد يبارك الله له في عمله وماله ووقته، وغير المسلم قد يضر به في دينه الذي من الواجب المحافظة عليه، والدعوة إليه، والترغيب فيه، كما قد يضر بدنياه، وكم من قضايا تعرض في المحاكم من اختلاس وسرقة وغيرها من عمال غير مسلمين.

ثم لا يبالي من ضعف عنده الوازع الديني " المستقدم " بظلم العمال والإضرار بهم والمماطلة بأجورهم، بل واقتطاع جزء كبير منها، وإهانتهم وغشهم، بل يصل الأمر أحيانا إلى ضربهم، مخالفا


(١) مسلم ج ٧ ص ٤٥ ط آل مكتوم.
(٢) مسلم ج٨ ص٤٨٠ ط آل مكتوم.