للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العالم بوجوه الإعراب والقراءات، العارف باللغات ومعاني الكلمات، البصير بعيب القراءات المنتقد للآثار فذلك الإمام الذي يفزع إليه حافظ القرآن الكريم في كل مصر من أمصار المسلمين " (١).

قال ابن الجزري: " ومن شرطه أن لا يقرئ إلا بما قرأ وروى مشافهة، فلو حفظ كتابا امتنع عليه إقراؤه بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا؛ لأن في القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة، ويلزمه أن يعلم من الفقه ما يصلح به أمر دينه، ولا بأس من الزيادة في الفقه بحيث إنه يرشد طلبته وغيرهم إذا وقع له شيء، ويعلم من الأصول قدر ما يدفع به شبهة من يطعن في بعض القراءات، وأن يحصل جانبا من النحو والصرف بحيث إن يوجه ما يقع له من القراءات وهذا من أهم ما يحتاج إليه، وأن لا يخطئ في كثير مما يقع في وقف حمزة، والإمالة ونحو ذلك من الوقف والابتداء وغيره، وما أحسن قول الإمام أبي الحسن الحصري:

لقد يدعي علم القراءات معشر ... وباعهم في النحو أقصر من شبر

فإن قيل ما إعراب هذا ووجهه ... رأيت طويل الباع يقصر عن فتر


(١) كتاب السبعة لابن مجاهد: ٤٥.