للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السياسة والاقتصاد والأمن، أثبتوا للعالم كيف تصلح الدنيا إذا سيست بالدين، كيف ينمو الاقتصاد ويزدهر إذا وافق شرع رب العالمين، كيف ينعم الناس بالأمن إذا طبقوا أحكام الشريعة.

أيها القادة ولئن كان هذا المطلب ملحا في وقت مضى فإنه اليوم أشد إلحاحا وأكثر ضرورة. . اليوم وقد أحاط أعداؤكم بدياركم. . اليوم وقد هوجمتم في عقر داركم اليوم وقد جاهروا بعداء دينكم. . اليوم وقد سلبت خيراتكم. . اليوم وقد تداعت عليكم أمم الأرض حقدا وحسدا وطمعا. فماذا تنتظرون؟ إنكم لن تواجهوا عدوكم وأنتم متفرقون، ولن تقدروا عليهم وأنتم متناحرون، فلا بالوسائل الشرعية عملتم ولا بالأسباب الكونية أخذتم، فاتقوا ربكم.

علماء الأمة: إن أمتكم بأمس الحاجة إلى علمكم. . أمتكم غارقة في ظلام الجهل والضعف. . لا يرفعه إلا نور العلم والإيمان. . فأمسكوا زمام الأمور وبادروا بقيادة الأمة إلى ما فيه خيرها وسعادتها، لا تكتموا علمكم ولا تتوانوا في نشره فالله تعالى يقول: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} (١).

أيها العلماء إن أمتكم تعصف بها في هذه الأوقات رياح الغلو والجفاء، وكلاهما ضلال وبعد عن صراط الله المستقيم، إن هناك


(١) سورة آل عمران الآية ١٨٧