للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (١)، وقوله تعالى: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} (٢) وقوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} (٣) {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} (٤)، وقوله تعالى: {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (٥).

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} (٦)، اشتمل على ثلاثة أعمال جليلة، أولها: عدم الاستكبار. وثانيها: تسبيح الله. وثالثها: السجود لله.

وهذه الأعمال تشترك في أدائها الأعضاء والجوارح. وغلب كل عمل منها بجارحة من الجوارح، فعدم الاستكبار الغالب عليها أنها عمل قلبي (٧)، وتسبيح الله عمل اللسان، والسجود لله عمل الأركان الظاهرة.

والكبر خلق ذميم وصفة مستكرهة لا يحبها الله من أحد،


(١) سورة النحل الآية ٤٩
(٢) سورة الزمر الآية ٧٥
(٣) سورة الأنبياء الآية ٢٦
(٤) سورة الأنبياء الآية ٢٧
(٥) سورة التحريم الآية ٦
(٦) سورة الأعراف الآية ٢٠٦
(٧) انظر إحياء علوم الدين، للغزالي، ٣/ ٣٤٣، ٣٤٤