للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسبيل الفلاح (١).

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} (٢) أمر بإقامة الصلاة المفروضة، والركوع والسجود خصهما هنا؛ لأنهما أعظم أركان الصلاة وفيهما كمال الخضوع والعبودية لله (٣).

قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ} (٤) بخضوعكم له وطاعة أوامره (٥) قال الراغب: العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها؛ لأنها غاية التذلل. ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال، وهو الله تعالى (٦).

قوله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} (٧) أمر بإسداء الخير إلى الناس (٨)، قال أبو حيان: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ} (٩) قال ابن عباس: صلة الأرحام ومكارم الأخلاق. ويظهر في هذا الترتيب أنهم أمروا أولا بالصلاة، وهو نوع من العبادة، وثانيا بالعبادة وهي نوع من فعل الخير، وثالثا بفعل الخير وهو أعم من العبادة، فبدأ بخاص ثم بعام ثم بأعم (١٠).

قوله: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (١١) أي إذا فعلتم هذه كلها رجوتم الفلاح (١٢)، وهو الظفر وإدراك البغية في الدنيا والآخرة (١٣).


(١) انظر: البحر المحيط ٧/ ٥٣٩، ونظم الدرر ١٣/ ٩٩.
(٢) سورة الحج الآية ٧٧
(٣) انظر: الجامع لأحكام القرآن ١٢/ ٩٨، والتحرير والتنوير ١٧/ ٣٤٦.
(٤) سورة الحج الآية ٧٧
(٥) انظر: تفسير الطبري ١٧/ ٢٠٤.
(٦) مفردات ألفاظ القرآن ٥٤٢.
(٧) سورة الحج الآية ٧٧
(٨) انظر: التحرير والتنوير ١٧/ ٣٤٦.
(٩) سورة الحج الآية ٧٧
(١٠) انظر: البحر المحيط ٧/ ٥٣٩.
(١١) سورة الحج الآية ٧٧
(١٢) انظر: فتح القدير ٣/ ٤٧٠.
(١٣) انظر: مفردات ألفاظ القرآن ٦٤٤.