للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو القاسم الأنصاري: لعل كلمة للترجية، فإن الإنسان قلما يخلو في أداء الفريضة من تقصير، وليس هو على يقين من أن الذي أتى به هل هو مقبول عند الله تعالى، والعواقب أيضا مستورة (١).

وأما ما يستلزمه الرجاء من تردد الراجي في حصول المرجو فذلك لا يخطر بالبال لقيام الأدلة التي تحيل الشك على الله تعالى (٢).

والسجود المذكور في هذه الآية هو سجود الصلاة لا سجود التلاوة، ومع ذلك يشرع سجود التلاوة هنا لما ورد في الأحاديث والآثار، من ذلك ما رواه عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: «قلت: يا رسول الله، أفضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال: نعم. فمن لم يسجد بهما فلا يقرأهما (٣)» وعن أبي الجهم أن عمر سجد سجدتين في الحج، وهو بالجابية، وقال: إن هذه فضلت بسجدتين.

قال ابن القيم: فإرادة سجود الصلاة بآية السجدة لا تمنع من كونها سجدة، بل تؤكدها وتقويها. يوضحه أن مواضع السجدات في القرآن نوعان: إخبار، وأمر. فالإخبار خبر من الله تعالى عن


(١) التفسير الكبير ٢٣/ ٧٢، ٧١.
(٢) التحرير والتنوير ١٧/ ٣٤٦.
(٣) مسند الإمام أحمد ٤/ ١٥١، وسنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب تفريع أبواب السجود، وكم سجدة في القرآن ٢/ ١٢٠، ١٢١.