الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. . وبعد:
فإن الصراع بين الحق والباطل مستمر، فالحق قد أبانه الله سبحانه، وأوضح القرآن الكريم معالمه التي يسترشد بها من أنار الله عقله، وفتح على بصيرته.
والباطل قد جعل الله على دربه أعوانا من شياطين الجن والإنس، يزينون للناس سلوكه، ويمهدون لهم حسن الاتباع؛ لأنه لا يحلو لهم إلا جذبهم إلى حمأة هذا الباطل بالغين في سبيل ذلك نهاية الغواية. يقول الله جل وعلا لرسوله الكريم، محذرا له، وأمته بالتبعية، من الركون لأهل الباطل، والانقياد لشبههم وأقوالهم، أو الاستماع لمعسول كلامهم؛ لما وراء ذلك من شرور وآفات، تباعد عن الحق الذي يوجه إليه داعي الهدى.