وذلك في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه. من ذلك قوله جل وعلا في سورة الأنعام، ضمن آيات تحاور أهل الباطل وترد على شبهاتهم:{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ}(١). والشباب الذين قد تفتحت مداركهم على العلوم المختلفة، واستعدوا لتحمل المسئولية في الحياة، نحو أنفسهم ومن حولهم، ونحو دينهم وتوجيه أمتهم، يجب الاهتمام بهم، وإعانتهم على تخطي الصعاب المعترضة.
ذلك أن الشباب الذين هم الجوهرة الثمينة في جيد الأمة، والنجمة الساطعة في سمائها، هم في أمس الحاجة إلى النصح لهم، والمحافظة عليهم، ورعايتهم وتوجيههم، ضد الغزو الفكري، التي تتسع دائرته بين وقت وآخر، ويعرض بأساليب وشبهات.
ذلك الغزو الموجه من أعداء دينهم، الذين لا يريدون بهم خيرا، بل يثيرون الشكوك، حتى يباعدوا بينهم وبين دينهم بالشبهات، وقلب الحقائق. . في غزو فكري، يجعل بين الشباب، وبين تعاليم الإسلام، هوة سحيقة، ويجعلون بينهم وبين العلماء وولاة الأمر، عقبات كأداء، يتجسم أمام الشباب تخطيها.