الموجه لهذه العقول بطرق شتى، وبأساليب عديدة، وحتى لا يتأثر الشاب بما يقصده الأعداء للصغير قبل الكبير، ولدين الإسلام قبل كل شيء، رغبة في أن تخف مكانته تدريجيا من النفوس؛ لأن الأعداء يدركون أن قوة المسلم في دينه، وحصانة الشاب في قوة إيمانه وتمكنه، وإدراكه ما تعنيه تعاليم دينه.
فهم يغزونه من هذا الجانب لإحداث ثغرة ينفذ منها فكرهم في عقول شباب المسلمين، لتخدم أغراض الأعداء، وتضر بالمجتمع المسلم.
إن واقع الدراسات والإحصائيات في كثير من أمم الأرض اليوم، وفي مقارنة الجريمة والاستقامة، ومقاربة النفع بالضر، ليبدو منه إجابة واضحة بعدم تحقيق ما كانت تلك الأمم تؤمل، سواء كان هذا في الأمم القديمة أو الحديثة.
فالجريمة والتفسخ الأخلاقي وذوبان الشخصية المستقلة، وتوسع دائرة النوازع الكثيرة، التي تضر بالفرد والجماعة، وما يضعون لذلك من دراسة، أو يفكرون في حلول، فإنهم مع هذا قد عجزوا أن يجدوا لتلك المشكلة المهمة علاجا، يتغلب على جذورها في مجتمعاتهم، وقد ضج من ذلك عقلاؤهم، ومن له فكر يوجهه لإيجاد العلاج.
فكل ذلك وأكثر منه، يلمس لدى الشباب في تلك الأمم، وسببه الرئيس - والله أعلم - عدم الاهتمام ببناء الروح، ومعرفة ما