للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصهيب الرومي، وأبي بكر العربي القرشي (١). وغيرهم من الأجناس الذين رفع الله بحماستهم ودفاعهم، راية الإسلام في الآفاق.

خامسا: أن يكون الشاب غير مندفع بدون علم، وأن يكون مستشيرا فيما يريد عمله ممن له تجربة أكثر، وأمكن علما، حتى لا يستجره الخصوم إلى مزالق تضر أكثر مما تنفع، ويتخذها الأعداء ثغرات ينفذون منها لما يريدون؛ لأن من تكلم بغير علم، أساء من حيث لا يدري. . والمثل يقول من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب.

والأفضل للشباب في بداية أمره أن يكون مسترشدا وسائلا، ومستمعا أكثر مما يتكلم، ليتعلم من السماع، كيفية التروي، والفهم الجيد لما يدور من تيارات. . وإدراك طريقة النقاش والنفاذ إلى أعماق الآخرين.

سادسا: أن يكون الشاب في المرحلة الجامعية خاصة وفي غيرها عامة: حسن الخلق، حليما فيما يأمر أو يناقش فيه، صبورا فيما ينهى عنه، وألا يجادل غيره في الشبهات التي تطرح ضد الإسلام، إلا بالتي أحسن، حتى يتعود على الأسلوب النافع، والطريقة المجدية بعد خروجه للحياة العملية، ومقارعة الآخرين، مسترشدا بهذه الآيات الكريمة من قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (٢) {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} (٣) {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (٤) {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٥).


(١) لراغب الفائدة مراجعة تراجمهم في أسد الغابة لابن الأثير.
(٢) سورة فصلت الآية ٣٣
(٣) سورة فصلت الآية ٣٤
(٤) سورة فصلت الآية ٣٥
(٥) سورة فصلت الآية ٣٦