للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واهدنا في الصراط، فالهداية إلى الصراط لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا، فهذا الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد، ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة من صلاته، لضرورته إلى ذلك (١).

لأن الاستقامة هي اتباع الصراط المستقيم دون زيادة أو نقص، فلا يتشدد الإنسان ولا يتساهل أو يتكاسل عن الطاعة، فإذا رأى الشيطان ذلك رغب في التساهل والتكاسل، حتى يتحلل من الدين، فيترك الواجبات، ويفعل المحرمات، حتى يقطع صلته بالدين، أما إذا رأى الشيطان حرص الإنسان على الدين رغبة بالجور على النفس، ومجاوزة الاعتدال، فلا يزال يحثه ويحرضه حتى يخرجه عن الاستقامة (٢).

والإنسان له جانبان: (جانب هو فيه منقاد بالفطرة من حيث حياته وموته وطوله ولونه، أو من حيث آيات الكون التي يحيا معها وتؤثر فيه من هواء، وسماء، وزرع، وثمار، وليل، ونهار، وإلى غير ذلك من مخلوقات يرتبط كيانه بوجودها، وتتوقف حياته على


(١) السعدي، تيسير الكريم الرحمن ١٠/ ١٦.
(٢) الفوزان، الخطب المنبرية ص ٢٢٤.