للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بهداية ربه له (١).

وقال أيضا: (وذكر الصراط المستقيم مفردا معرفا تعريفين: تعريفا بإعلام، وتعريفا بالإضافة، وذلك يفيد تعينه، واختصاصه، وأنه صراط واحد) (٢).

وقال: (ولما كان سؤال الله الهداية إلى الصراط المستقيم أجل المطالب، وقبله أشرف المواهب، علم الله عباده كيفية سؤاله، وأمرهم أن يقدموا بين يديه حمده والثناء عليه، وتمجيده، ثم ذكر عبوديتهم وتوحيدهم، فهاتان وسيلتان هامتان هي مطلوبهم، توسل بأسمائه وصفاته، وتوسل إليه بعبوديته، وهاتان الوسيلتان لا يكاد يرد معهما الدعاء (٣). وبالتالي فإن على المسلم لزوم الصراط المستقيم، حتى تتحقق له سعادته في الدنيا والآخرة، وطلب الهداية من الله عز وجل.

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره لقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} (٤) (أي دلنا، وأرشدنا، ووفقنا إلى الصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله وجنته، وهو معرفة الحق، والعمل به فاهدنا إلى الصراط،


(١) ابن قيم الجوزية، الفوائد ص١٩.
(٢) ابن قيم الجوزية، مدارج السالكين ١/ ٢١.
(٣) المرجع السابق ص٣١.
(٤) سورة الفاتحة الآية ٦