للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (١).

قال ابن جرير: " قل يا محمد لهم: إنني أرشدني ربي إلى الطريق القويم، هو دين الله الذي ابتعثه به، وذلك الحنيفية المسلمة فوفقني له " (٢).

قال ابن عطية الأندلسي في تفسيره لهذه الآية: هذا أمر من الله عز وجل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإعلان بشريعته، والانتباه من سواها من الأضاليل، ووصف الشريعة بما هي عليه من الحسن، والفضل، والاستقامة (٣).

أما الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى فيقول في تفسيره لهذه الآية: (يأمر الله سبحانه وتعالى النبي محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول ويعلن بما هو عليه من الهداية إلى الصراط المستقيم، الدين المعتدل المتضمن للعقائد النافعة، والأعمال الصالحة، والأمر بكل حسن، والنهي عن كل قبيح، الذي عليه الأنبياء والمرسلون، خصوصا إمام الحنفاء، ووالد من يعيش من بعد


(١) سورة الأنعام الآية ١٦١
(٢) الطبري، تفسير الطبري ٣/ ٣٩٢.
(٣) ابن عطية، المحرر الوجيز ٢/ ٣٦٨، ٣٦٩.