للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (١) {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (٢).

قال ابن جرير في تفسيره " إن الذين قالوا ربنا الله - الذي لا إله غيره - ثم استقاموا - على تصديقهم بذلك فلم يخلطوه بشرك، ولم يخالفوا الله في أمره ونهيه - فلا خوف عليهم - من فزع يوم القيامة وأهواله - لا هم يحزنون - على ما خلفوا وراءهم بعد مماتهم " (٣).

وقال ابن عطية، في تفسير هذه الآية: (إن الله عز وجل أخبر عن حسن حال المسلمين، ورفع عنهم الخوف والحزن؛ لأنهم استقاموا بالطاعات، والأعمال الصالحة) (٤).

فهذا أثر واضح للاستقامة فالذين استقاموا بالأعمال الصالحة والطاعات، حالهم تكون حسنة، ويرفع عنهم الخوف والحزن.

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: (أي إن الذين أقروا بربهم، وشهدوا بالوحدانية، والتزموا طاعته وداوموا


(١) سورة الأحقاف الآية ١٣
(٢) سورة الأحقاف الآية ١٤
(٣) الطبري، تفسير الطبري ٧/ ١٤.
(٤) ابن عطية، المحرر الوجيز ٥/ ٩٦.