للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والجماعة - بالقدر خيره وشره والإيمان بالقدر على درجتين، كل درجة تتضمن شيئين.

فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلا ثم كتب الله في اللوح المحفوظ مقادير الخلق.

وأما الدرجة الثانية: فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. . . لا يكون في ملكه إلا ما يريد، وأنه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات فما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره، ولا رب سواه.

ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته. . . ونهاهم عن معصيته. . . والعباد فاعلون حقيقة والله خالق أفعالهم. . . وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم وهذه الدرجة يكذب بها عامة القدرية، ويغلوا فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته. .) (١).


(١) انظر: الفتاوى ج٣ ص ١٤٨ ـ ١٥٠ (بتصرف).